خطبة الجمعة القادمة بعنوان : كيف نستقبل ليلة القدر ؟ ، للشيخ أحمد دهشان
خطبة الجمعة القادمة 14 أبريل 2023م بعنوان : كيف نستقبل ليلة القدر؟ ، للشيخ أحمد دهشان ، بتاريخ 23 رمضان المبارك 1444هـ ، الموافق 14 أبريل 2023م.
لتحميل خطبة الجمعة القادمة 14 أبريل 2023م بصيغة pdf بعنوان : كيف نستقبل ليلة القدر ؟ ، للشيخ أحمد دهشان
ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 14 أبريل 2023م ، بعنوان : كيف نستقبل ليلة القدر ؟ ، للشيخ أحمد دهشان ، كما يلي:
كيف نستقبل ليلة القدر ؟ِ
إنَّنَا في هذه الأيامِ مقبلونَ على أيامٍ فاضلةٍ هي مِن أفضلِ الأيامٍ التي كانَ النبيُّ ﷺ يجتهدُ فيها، ولهذه الأيامِ فضلٌ عامٌ بجميعِهَا، وفضلٌ خاصٌ لبعضِ الليالِي فيها، ومِن أعظمِ الليالِي قدرًا وأجلِّهَا منزلةً ليلةُ القدرِ.
ليلةُ القدرِ إِحدَى ليالِي شهرِ رمضانَ، وهي الليلةُ التي ابتدأَ اللهُ فيها إنزالَ القرآنِ علي رسولهِ ﷺ فكانتْ ليلةُ القدرِ عيدًا لنزولِ القرآنِ، فهي ليلةُ الملأِ الأعلَى والأفقِ الأسمَى، هي ليلةُ السلامِ، والنعمةِ الموصولةِ، والخيرِ العميمِ، والجزاءِ الجزيلِ والثناءِ العظيمِ قالِ تعالَي (إِنَّآ أَنزَلۡنَٰهُ فِي لَيۡلَةِ ٱلۡقَدۡرِ * وَمَآ أَدۡرَىٰكَ مَا لَيۡلَةُ ٱلۡقَدۡرِ * لَيۡلَةُ ٱلۡقَدۡرِ خَيۡرٞ مِّنۡ أَلۡفِ شَهۡرٖ * تَنَزَّلُ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ وَٱلرُّوحُ فِيهَا بِإِذۡنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمۡرٖ * سَلَٰمٌ هِيَ حَتَّىٰ مَطۡلَعِ ٱلۡفَجۡرِ
إنْ أردتَ أنْ تدنُوا إلى معرفةِ قدرِهَا، فهي تفوقُ ألفَ شهرٍ قدرًا وشرفًا مِن الليالِي التي تعارفَ عليهَا خلقُ اللهِ.
يقولُ أبو بكرٍ الوراق: سُميّتْ ليلةُ القدرِ لأنَّه نزلَ فيها كتابٌ ذو قدرٍ، على لسانِ ملكٍ ذي قدرٍ، وعلي رسولٍ ذي قدرٍ، وعلى أُمّةٍ ذاتِ قدرٍ.
إنَّ اللهَ تعالي اصطفَي صفايَا مِن خلقهِ، واصطفَي مِن الملائكةِ رسلًا، ومِن الناسِ رسلًا، واصطفَي مِن الكلامِ ذكرَهُ، ومِن الأرضِ المساجدَ، واصطفَي مِن الشهورِ رمضانَ، ومِن الأيامِ يومَ الجمعةِ، ومِن الليالِي ليلةَ القدرِ.
تابع / خطبة الجمعة القادمة بعنوان : كيف نستقبل ليلة القدر ؟ ، للشيخ أحمد دهشان
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ، وَمَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ.
قالَ الضحاكُ (لا يقدرُ اللهُ في تلك الليلةِ إلّا السلامةَ وفي سائرِ الليالِي يقضِي بالبلايَا والسلامةِ)
وقد أخفَي اللهُ سبحانَهُ وتعالَي ليلةَ القدرِ كمَا أخفَي سائرَ الأشياءِ، فإنَّهُ أخفَي رضاهُ في الطاعاتِ حتى يرغّبَ عبادَهُ في الكلِّ، وأخفَي غضبَهُ في المعاصِي ليحترزُوا عن الكلِّ، وأخفَي الإجابةَ في الدعاءِ ليبالِغُوا في كلِّ الدعواتِ، فكذا أخفَي هذه الليلةَ، ليعظمُوا جميعَ ليالِي رمضانَ.
فعلي المسلمِ أنْ يعلمَ أنَّ تلك الليلةَ غنيمةٌ عظيمةٌ إنْ فلتتْ منهُ رُبَّمَا جاءتْ هي في العامِ القادمِ، ولم يكنْ هو بينَ الأحياءِ بل صارَ مع الأمواتِ.
فينبغِي علي المؤمنِ أنْ يكثرَ الدعاءَ في هذه الأيامِ بخيريِ الدنيَا والآخرةِ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ إِنْ وَافَقْتُ لَيْلَةَ الْقَدْرِ مَا أَقُولُ فِيهَا؟ قَالَ: قُولِي اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي.
تابع / خطبة الجمعة القادمة بعنوان : كيف نستقبل ليلة القدر ؟ ، للشيخ أحمد دهشان
فعلي المؤمنِ أنُ يحرصَ علي قيامِهَا عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا ، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ ، وَمَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ.
وعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا دَخَلَ الْعَشْرُ شَدَّ مِئْزَرَهُ، وَأَحْيَا لَيْلَهُ، وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ.
وليحرصْ المؤمنُ علي الاعتكافِ في هذه الأيامِ المباركةِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعْتَكِفُ فِي كُلِّ رَمَضَانَ عَشَرَةَ أَيَّامٍ، فَلَمَّا كَانَ الْعَامُ الَّذِي قُبِضَ فِيهِ اعْتَكَفَ عِشْرِينَ يَوْمًا.
وعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَعْتَكِفُ الْعَشْرَ الْأَوَاخِرَ مِنْ رَمَضَانَ حَتَّى تَوَفَّاهُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ، ثُمَّ اعْتَكَفَ أَزْوَاجُهُ مِنْ بَعْدِهِ.
وليلةُ القدرِ في الوترِ مِن العشرِ الأواخر ِمِن رمضانَ كما أخبر َالنبيُّ ﷺ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا : أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : تَحَرَّوْا لَيْلَةَ الْقَدْرِ فِي الْوِتْرِ، مِنَ الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ .
وعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: الْتَمِسُوهَا فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ، لَيْلَةَ الْقَدْرِ فِي تَاسِعَةٍ تَبْقَى، فِي سَابِعَةٍ تَبْقَى، فِي خَامِسَةٍ تَبْقَى.
تابع / خطبة الجمعة القادمة بعنوان : كيف نستقبل ليلة القدر ؟ ، للشيخ أحمد دهشان
ومِن علامَتِهَا أنَّها ليلةٌ طلقةٌ لا حارةٌ ولا باردةٌ تصبحُ الشمسُ يومهَا بلا شعاع، عنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ – قالَ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ: ” لَيْلَةٌ طَلْقَةٌ، لَا حَارَّةٌ وَلَا بَارِدَةٌ، تُصْبِحُ الشَّمْسُ يَوْمَهَا حَمْرَاءَ ضَعِيفَةً.
واعلمْ أنَّ المحرومَ مَن حُرِمَ الخير َ في ليلةِ الخيرِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَتَاكُمْ رَمَضَانُ شَهْرٌ مُبَارَكٌ، فَرَضَ اللهُ – عَزَّ وَجَلَّ – عَلَيْكُمْ صِيَامَهُ، تُفْتَحُ فِيهِ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَتُغْلَقُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَحِيمِ، وَتُغَلُّ فِيهِ مَرَدَةُ الشَّيَاطِينِ، لِلهِ فِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ، مَنْ حُرِمَ خَيْرَهَا فَقَدْ حُرِمَ.
نسألُ اللهَ تعالي أن يتقبلَ منّا الصلاةَ والصيامَ والقيامَ، وأنْ يجعلنَا مِن المقبولين ومِن عتقاءِ هذا الشهرِ الكريم. آمين
الشيخ/ أحمد عبدالعاطي دهشان
واعظ وعضو لجنة الفتوي( منطقة وعظ الشرقية)
_____________________________________
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات
للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة
للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف